كانت الحيواناتُ تعيشُ سعيدةً في بيئةٍ نظيفةٍ جميلةٍ . كلُّ حيوانٍ يَقومُ بعملٍ . الهررةُ تنظف الغابةَ ، الأرانبُ تجمعُ الأوساخَ ، والعصافيرُ تحمي الأشجارَ من الحشراتِ غيرَ أنّه وذات يوم ، دخلَ أحدُ النّاسِ مع عائلتهِ إلى الغابةِ ، ومكثَ فيها لفترةٍ طويلةٍ وصار يقوم بإشعال النّارِ لوقتٍ طويلٍ ويرمي فضلات الطّعامِ في كل مكانٍ في المروجِ والأنهارِ ، ويقطعُ الأشجارَ .
إنزعجتِ الحيواناتُ من أعمالِ هذا الكائنِ الغريبِ الذي لوثَ بيئتهمُ النّظيفةَ وقرّرت أن تجتمع برئاسة الأسدِ ملكها لتضع حدًا لتصرفاتهِ ، عملًا بمقولة ’’ سلامة الأبدان من سلامة المكان ‘‘ . استدعى الأسدُ هذا الكائن وطلب منه أن يتوقف عن تلويث الغابة لكن لا جدوى واستمر في إهماله .
حينئذٍ ، اجتمعت الحيوانات على طردهُ خارجَ أرضها . وعند حلول اللّيلِ ، أصدرتِ الحيواناتُ أصواتها المرعبةَ من زئيرٍ وزعيقٍ وعواءٍ ونقيقٍ … إلى أن فرَّ بعيدًا مع عائلته .
وهكذا عادت النظافةُ وعاد النقاءُ إلى الغابة وعاشت الحيواناتُ سعيدةً مرتاحةً .