بِاللُّغَةِ يَتَواصَلُ الإنْسانُ مَعَ أَخيهِ الإنسانِ ، لا لِكَيْ يَتَحَدّثَ أَوْ يَسْمَعَ فَقَطْ ، بَلْ لِيَتَواصَلَ مَعَهُ في الأفْكارِ وَالآراءِ بِما يَعودُ عَلَيْهِما وَعَلى البَشَرِيَّةِ بالخَيْرِ والمَنْفَعَةِ .
وَحَتّى يَتَحَقَّقَ هذا التَّواصُلُ بَيْنَ النّاسِ شُعوبًا وَقَبائِلَ ، يَجِبُ أَنْ يَتَعَلَّمَ الإنْسانُ وَلَوْ لُغَةً واحِدَةً مِنْ لُغاتِ العالَمِ ؛ لِتَزْدادَ مَعرِفَتُهُ الَّتي سَتُفيدُهُ في مَجالاتِ الحياةِ كُلّها.
واللُّغَةُ العَرَبيَّةُ مِنْ أَهَمّ عَناصِرِ وَحْدَةِ الأمَّةِ العَرَبيَّةِ ، وَهِيَ الَّتي تَحْفَظُ أفْكارَنا وعاداتِنا وَتُراثَنا ؛ لِذا عَلَيْنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِها بِاعْتِزازٍ . وَتَعَلُّمُ لُغاتٍ أُخْرى يَأْتي في المَرْتَبَةِ الثّانِيَةِ بَعْدَ إِتْقانِ اللُّغَةِ الأُمّ.
فَيُمْكِنُنا أَنْ نَتَعَلَّمَ مِنَ اللُّغاتِ الأُخْرى قَدْرَ ما نَسْتَطيعُ ، وَلكِنْ مِنْ غَيْرِ أَنْ نَتَخَلّى عَنْ لُغَتِنا ؛ كَيْ نُحافِظَ عَلى مَكانَتِها بَيْنَ اللُّغاتِ.