[

في طفولتي

في طفولتي

في طفولتي كثير من الحوادث والمقالب الطريفة التي غالبًا ما كان أخوتي يقعون ضحيتها.

منها ، أذكر أنني ذات يوم قررتُ أن أتنكر ، فاشتريت لحية طويلة ، وشاربين كأنهما جناحا طائر ، وحاجبين غليظين ومسحوقًا أبيض لأنثره على رأسي . وأخذت أجرّب . كنت أغلق الباب عليّ وأنا أحاول التّنكر ، وعندما تأكد لي أنني قد  نجحت ، دخلت على أهلي متنكرًا وفي يدي عصا غليظة أتوكأ عليها . فلم تكد العيون تقع عليّ ، حتى صرخت أمي وجدّتي ، أما أخي الصغير ، فقد وثب عليّ وأخذ يأمرني بالخروج ، ويهدّدني بالشرطة ، وأنا أقول بصوت مرتعش : عفوك يا بنيّ ! أليس في قلبك شيء من الرحمة والشفقة والحنان ؟ لكّنه لم يهتم بي ، ولم يحزن لشيخوختي ، بل دفعني عن الباب بغضب ، فكدت أقع أرضًا .

لكن ما سرّني أكثر في هذا العمل ، حين رحت أنزع عن وجهي تلك المساحيق والأشياء التي ألصقها على وجهي ، وأظهر أمام أهلي على حقيقتي ، ضحك الجميع بعد أن هدأ روعهم .  

Scroll to Top