غدي
غدي ، كلمةٌ نُسجت بخيوط المجهول وتزركشتْ بأحلامٍ ورديّة وأمانٍ منبسطةٍ كما البحار .
أفواجُ أمنياتٍ تجتاحُ أنفسنا عندما ترتسم في مخيلتنا صورة الغد الآتي . ومن منا لا يحلم بمستقبلٍ واعدٍ ، وادعٍ ، مُتألّق على أرائك العزّة والعلاء والتّميّز ؟! فأنا واحدٌ من الحالمين الرّاسمين أهدافًا مُرصّعةً بالزمرد والعقيق والمرجان واللؤلؤ. وأنا أمقتُ الذّوبان في المتاهات المتأرجحة على كفيّ الزّمن العابث وأعشق ، أعشق معانقة الشّهب .
أجل ، كم أتمنّى أن أكون مُسلحًا بسلاح الضّمير الحيّ ، والخلق الحسن والمروءة والإخلاص ومحبة الآخرين . يصلني بإخواني حبلُ تواصلٍ فولاذيّ لا تقطعه أيدي الزّمن مهما عبثت به .
وأودُ أن أكون حُصنًا يصون كرامة عائلتي ، ولا تصان الكرامات إلا بالسّعي ، بالكدّ ، يالتحلّي بإرادة لا تقهر . وكم يُعجبني قول الكاتبة : ’’ تنحني قمم الجبال أمام إرادة الطامحين ‘‘ .ولا يكتمل المرء إلا إذا زوّد نفسه بالعلم ، إنّه الطّريق الوحيد إلى التّميّز. فالعلم أجنحةٌ نورانيّةٌ تُحلّقُ بنا إلى دنيا النّجوم والشّموس السّاطعة . وكم تصوّرتُ نفسي مغوارًا يحمي وطنهُ بالقلم ، بالكلمة . فالجندي يحمي بالسّلاح وأنا سأصونهُ بفيضِ كلماتٍ ترسم سطور عزّ تزّين رايته .
كلّ هذه الأحلام الورديّة تتحقّق حين يقترن قولي بفعلي فلنُردد دائمًا وأبدًا : ’’ قولنا والعمل في سبيل الكمال ‘‘ .