في ذلك الزّمان ، كانت هذه الشّجرة صديقة البيروتيّ الّذي كان يمجّد الرّحمن بفضلها . كلّ بيت في بيروت أمامه شجرة جميزٍ ، يلعب تحتها الأولاد في ساعات الحرّ ، ولا يدخل هؤلاء بيوتهم إلا مع هبوط الظّلام . أمّا أولئك الرّجال فكانوا يستمتعون بتناول هذا الشّراب “البابونج” الّذي كان يعتبره لذةً ودواءً . لذلك كله ارتبطت شجرة الجميز بحياة البيروتيّ اليوميّة . لكن الفؤوس امتدت إلى جذورها وقضت على معظمها . وهكذا بات أكثرنا اليوم لا يميّز هذه الشّجرة من غيرها . فيا أللّه كم تمنى البيروتي لو تتسع المساحات الخضراء ، لينعم بالجوّ اللّطيف والمنظر العفيف!