سِنديانـَة وَقـَصَبَة
تـَنـْتـِصبُ سِنـْدِيانة ضَخْمَة ، على مُرْتـَفَع ، يُشـْرِفُ على نـَهْر .أَغصانـُها مُرتـَفِعَة في الفضاء .تـَتـَنَقـَّل عـَليْها العَصافيرُ مُغرِّدَة ، ويـَجْلـِسُ عـِنـْدَها الرُّعاة والصَّيـَّادونَ لـِيَرْتاحوا مِنَ التـَّعَبِ ، فـَتـَقيهـِمْ حـَرَّ الشـَّمْس المُحْرِقـَةِ.
وَتعيشُ قـَصَبـَة مَعَ رفيقاتـِها ، على ضِفـَّةِ هذا النهر، تـَطـْرَبُ بـِخَريرِ مـِياهِهِ الجارِيـَةِ ، وتـَتَمايـَلُ مَعَ الهواء كـُلـَّما هـَبَّ.
قالتِ السِّنـْدِيانـَةُ مـَرَّةً للقـَصَبَةِ : ما احـْقَرَك ايـَّتُها القـَصَبَة !تعيشينَ في هذا المُنـْخَفـَض ، وَتـَتَحَمَّلينَ رُطوبـَة الماء ، فلا تـَرَيْنَ النـُّورَ . وما اضْعـَفـَك ! فلا تستطيعين أنْ تـَحْمِلي عـُصْفورًا.(حـَقـًا انَّ الطـَّبيعـَة قاسِيَة عـَلـَيْك ).
قالتْ لها الـقـَصَبَة : أنْتِ مَغْرورَة بـِنـَفـْسِكِ، أيـَّتـُها السِّنـْدِيانـَةُ، وَغُرورُكِ هذا سَوْفَ يـَقـْضي عَليْكِ.
هـَبـَّتْ عاصِفـَة قـَوِيـَّة ، فـَكانـَتِ القـَصَبـَة تـَتـَلـَوَّى مَعَ العاصِفـَةِ ، وَيَتـَمايـَلُ جـِذْعُها النـَّحيفِ يـَمينـًا وَيَسارًا. امّا السَّنـْدِيانـَة فـَلـَمْ تـَسْتـَطِعْ انْ تـُقاوِمَ العاصِفـَة ، فـَتـَكـَسَّرَتْ اغـْصانـُها، واقـْتـَلـَعَتِ العاصِفـَة جـِذْعـَها الضَّخـْمَ.
نـَظـَرتِ القـَصَبـَة بـِعَطـْف الى السَّنـْدِيانـَةِ,وقالت لها :هذه نـَتيجَة غـُروركِ ، واحتقاركِ مَنْ هو اصغرُ مِنـْكِ.