تلك الرّمال الذهبيّة المتألقة تحت أشعّة انتهكت حرمتها ، وشُوّه وجهها الرّائع بغطاء قُمامةٍ خطف بريقها الآسر .
هنا عبوات فارغة ، وهناك بقايا مأكولات يحوم فوقها الذّباب مُرسلًا طنينًا يصمّ الآذان. وفي تلك النّاحية تلّةٌ من النّفايات تلاعب بها الهواء ، وساهم في إرسال رائحة كريهة تنفرُ المارين .
يا للعجب ! ما هذا !؟! تعبيرٌ ردّدته وفي داخلي حسرةٌ ، وأسفٌ ، وقرفٌ من ممارسات أصحاب الأيدي الشّريرة ، العابثة بممالك الرّقي الساحرة .
أجل ، إن التّلوث دليل جهلٍ قاتل ، وصورة قبيحة تعكس الهمجية بوجهها الملطّخ الأسود. إنه نذيرُ خطرٍ ، فهو يسبب أمراضًا خطيرة، تهدّد حياة الإنسان واستمرارية كلّ الكائنات الحيّة . فالتّلوث يدٌ سوداء شريرة ، تشوّه معالم وجوه الجمال ، وهذا ما ينعكس سلبًا على الحركة السياحية التي تمطر الأوطان خيرًا ، ورزقًا دافقًا وبركة .
فالبلد الذي تغزو أرجاءه جحافل التّلوث بلدٌ مهدّد بالفقر المدقع ، والتصحُّر الصحّي والفكري .