في صباح أحد الايام ، وبَيْنَما كان الهرّ الجائعُ يتنزّه في البُسْتانِ ، لَمَحَ مِنْ بعيدٍ السّمكةَ الذّهبيةَ تسبحُ وسطَ البُحيرَةِ .فأرادَ أن يحتالَ علَيْها لِيأكلَها . اقتربَ مِنَ البُحيرةِ ووضعَ بعض الطّعامِ على ضِفّتِها ، وقال للسّمكة : ’’ تعالي إلى هنا ، فالطّعام كثيرٌ وأتمنّى أن نصبحَ صديقَيْن .
اقتربَتِ السّمكةُ قليلًا ، غَيْرَ أنّها توقَّفَتْ وتذكّرتْ ما قالَتْه أمّها : ’’ إبقَيْ في أحضانِ الماءِ لِتَظَلّي بينَ الأحياء ‘‘ . فقالَتِ السّمكةُ الذّهبية في نفسِها : ’’ لا يُمكنْ أنْ نكونَ صَديقَيْن أنا والهرّ ‘‘ .
وفي تِلكَ اللّحظةِ ، انقضَ الهرُّ بِمَخالِبهِ على السمكةِ ليأكُلَها …. فَفَرّتِ السّمكةُ إلى أعماقِ البُحيرةِ قبل أَنْ يُمسكَ بها وَوَقَعَ الهرُّ في البُحيرة ِ وتبلّل بِمائها البارِد .
وهكذا تعلّم الهرُّ منْ هذهِ القصّة ألّا يُحاوِل خِداعَ أحد حتّى لا يتأذّى.