[

الخريف

الخريف

لكلّ فصل من الفصول جماله ورونقه . والطّبيعة في فصل الخريف تتميّز بجمالٍ خاصٍ يطبعه اللّون الأصفر ويزيد بهاءه اللّون الرّماديّ . في هذا الجوّ الخريفيّ نهضت من فراشي ، هادئ البال ، أراقب كلّ ما يقع عليه نظري .

كلّ ما في الطّبيعة بدا في حالة حزن ، اكتست الأرض بطبقةٍ كثيفةٍ من الأوراق الصّفراء الذّابلة الّتي كانت قد حملتها الرّيح من أماكن بعيدةٍ . والأشجار تعرّت من كلّ خضرةٍ ونضرةٍ ، أما الطّيور فكانت تهاجر منشدةً أناشيد الرّحيل متّجهةً صوب مناطق أكثر دفئًا وألطف جوًّا .

وأجمل ما ترى ، مشهد لقرويّين والفلّاحين ، يجمعون الرّزق الحلال من أراضيهم في الحقول القريبة والبعيدة ، وعلى ألسنتهم طعم الوداع ، وفي عيونهم دمعة الشوق .

ولكنّ الذي لفتني في هذا الجوّ المغمور برهبة السُّكون ، هو مشهد شجرة المشمش في حديقة بيتنا ، وقد عرّتها يد الخريف من كلّ شذا وبهاء ؛ فأعادت إلى الذّاكرة صور أيّامٍ حلوةٍ أمضيْتُها تحت أظلالها الوارفة .

وإنْ يكن فصلُ الخريف ، فصلَ احتضار الطّبيعة وموتها ، فهو فصلُ الجدّ والنّشاط ؛ فيه يبحث الإنسان عن أمله وطموحه .

 

Scroll to Top