البيت في القرية ، يلبسُ معطفًا أخضرَ، لا يجوعُ ولا يرى الكآبة. كلَّما فتَحَ الزَّهْرُ ، يفتحُ قلبَهُ للحياة. ولا يحلو للشَّمس أن تفيق وأن تغفوَ إلاّ بين أحضانِهِ. نبعٌ هُنا ،صفصافةٌ هُناك،وعلى مَرْمى حَجَرٍ طريقُ العينِ. وعلى مدِّ العينِ والنّظر عرائِشُ تأخُذ العقل ،وزيتونٌ يفرحُ.
البيتُ في الجبلِ عارٍ من الكبرياءِ، تنبتُ الأعشابُ بين حجارتهِ ، فلا يطرُدُها ، وتعششُ العصافيرُ في سقفه العتيقِ.
حَولَ البيتِ في القرية ِ، تنّورٌ قديمٌ يلتفتُ كالرجل الحزين بعينٍ كلُّها عتبٌ وسلامةٌ، وحولَه جُلولٌ للنَّحلِ كُلِّ النّحلِ، وللفراشاتِ كُلِّ الفراشاتِ،فلا أحدَ يطرُدُ أحداً ، ولا أحد ينافس أحداً.لكلِّ نحلةٍ زهرةٌ، بل زهراتٌ. ولكلِّ فراشةٍ مسافةٌ ، بل مسافاتٌ ،والفرحُ على التُّراب والحجارةِ والشّجرِ…