البيئةُ تُطلقُ شِرعَتَها
تنادَتْ عناصرُ البيئَةِ نَتيجَةَ تَزايُدِ اعتِداءِ الإنْسانِ عليها ، واجْتَمَعَتْ وتَباحَثَت في ما يَجْري ، وقرَّرتْ بعد التَّداولِ إطلاقَ شِرعَتَها في وجهِ الإنسانِ المُعتدي ، وفيها مُطالبَةٌ بِسائِرِ حُقوقِها ، وقَدْ أَوردتها على شكلِ اتّفاقِيَّةٍ بعد أن وقَّعها سائِرُ المُجتمعينَ:
- يجبُ عليك أيُّها الإنسانُ أنْ تكفَّ عَنْ قَطْعِ الأشجارِ وإحراقِ الغاباتِ ، وحَرِيٌّ بِكَ أن تُسارعَ إلى زرعِ آلافٍ بل ملايين من الأشجارِ ، بدلًا من تلك الّتي أسأتَ إليها . أسرِعْ قبل أن يَقضيَ عليكَ التَّصحُّرُ ، فلا مَطَرَ ، ولا جمالَ ، ولا ثِمارَ ، ولا نسائِمَ ، ولا ظِلالَ ، ولا مسكنَ للطَّيرِ ولا من يُمسِكُ التُّربَةَ …
وإذا إبْتَغتَ حَطبًا ، فانزِعِ اليابسَ فقط . وإذا احتجتَ خشبًا ، فازرعْ شجرًا هو للخشبِ .
لذا لا تتأَخَّروا في الحفاظ على الشَّجرِ ، إذ لا يُمكنكُمْ أن تتصوَّروا كيف سيكون عالمكم من دون شجرٍ !
- أيُّها النَّاسُ ، عليكُم أَنْ تُحافِظوا على الثََََّورةِ المائِيَّةِ ، فَتَمْتَنِعوا عن تَلويِثِ يَنابيعكم وسواقيكم وأنهاركم وبحاركُم ، ولا تتأخَّروا ، فلا حياة من دون ماءٍ .
- يَقتضي الحال التَّوقُّفِ عن تَلويثِ الهواءِ بدخان مصانعكم وآلياتكم ، والعملَ على إيجادِ حلولٍ بديلةٍ لتشغيلِ المصانعِ والمحرّكاتِ .
- يجبُ إحترامُ الطُّيور والأسماكِ والحيواناتِ البرّيَّةِ ، وعدمْ صَيدِها إلا في مواسمٍ معينةٍ ، أي بعد أن تضعَ وتتكاثرَ .
- يلزَمُكُم حلولٌ جذريَّةٌ للنُّفايات النَّاجِمَةِ عن حياتكُمُ اليَّوميَّة الاستهلاكيَّةِ ، وعن صِناعاتِكم ؛ فالنُّفاياتُ إذا استمرَّت على ما هي عليهِ ، ستؤذينا وتؤذيكُم في وقت قريب .
- يقتضي الحالُ أن تُشَجّروا الأماكِنَ الّتي جَعَلتُموها مقالِعَ واتَّخذتُم صُخورَها للأَعمالِ العُمرانيَّة .
- عليكم إنقاذُ طبقةِ الأوزونِ ، فلا تُوسّعوا ثقبها بما تبثونَهُ في الغِلافِ الجوّيّ من غازاتٍ وسُمومٍ .
إنَّ البيئةَ الّتي تعيشُ فيها أيُّها الإنسانُ ، تُهيبُ بِكَ أن تَحميَها لتَحميكَ ، وتحفظها لتحفظك ، وأن ترُدَّ السّوء عنها ، فتبقى هي ، وتبقى أنت سليمًا تحيا في ظروفٍ طبيعيةٍ مؤاتيةٍ تمنحُك الصّحَّة ، والاستقرارَ ، والاطمئنانَ ، والسَّلام الدّاخلي .
فهيّا أيُّها الإنسان ، وقّع معنا هذه الإتّفاقيَّةَ ، والتزِم توقيعكَ من جيلٍ إلى جيلٍ ، وكن كما آباؤكَ الَّذين حافظوا على بيئَتهم ، فخافظت بيئَتُهُم عليهم ، وأَمَّنتْ استمراريَّتهم ، فكُنتَ أنت .